عدد المساهمات : 371 الاهداف : 1150 سمعتك فى الموقع : 0تاريخ التسجيل : 18/07/2009
موضوع: لقاء للفنان زكى عبد الكريم الأربعاء يونيو 16, 2010 5:31 pm
لقاء للفنان زكى عبد الكريم
• تعلمت عزف العود في منزل عبد الفتاح الله جابو • مجتمع السجانة فتح لي الأبواب إلى عالم الغناء حوار: إنتصار جعفر الفنان زكى عبد الكريم صاحب أغنيات جميلة ورائعة لأنها تغوص في الأعماق وتحكي عن هموم الناس وأفراحها بكلمات بسيطة وصادقة تنفذ إلى وجدان المستمع، نهل من التراث النوبي في بواكير الصبا حيث كان الميلاد عام 1946م عند منحنى النيل حيث الحضارة، وكل مقومات الإبداع وبعد مسيرة عامرة بالعطاء الذي كان سمته الجد والاجتهاد والمثابرة أصبح من الفنانين المرموقين في خارطة الغناء السوداني.. التقت به (الرائد) في حوار حول العديد من المحاور المتعلقة بمسيرته الفنية: بداية نسأل عن الخطوات الأولى التي قادتك إلى طريق الفن؟ بداياتي الأولى كانت في مدينة دنقلا بالولاية الشمالية ولذلك تأثرت بالتراث النوبي والأغاني التي كنّا نرددها بالرطانة، والإيقاع كان بالضرب على الصفائح ونحنا شباب على رمال الشاطئ، وبالعربي كنا نردد الأناشيد المدرسية مثل نشيد: حمامتان في الحجاز.. بجانب النوبية كنت أحفظ أغاني الفنانين رمضان حسن، وعثمان حسين، وأحمد المصطفى، وأبو داؤود، من خلال الراديو حيث كنت متابعاً جيداً للإذاعة، ولا يفارقني الراديو لحظة حتى موعد انتهاء البث الذي كان يبدأ في الخامسة صباحاً وينتهي في الثامنة مساءً.. كان ذلك نهاية الخمسينات حيث تعلمت العزف على الطنبور. * ما هي أولى الأغنيات التي كنت ترددها؟ = تعلمت العزف على آلة الطنبور على يد الفنان محمد إسماعيل وكان الفنان الأول في المنطقة حيث كان يؤلف ويلحن الأغاني ومن ثم يؤديها بتطريب عالٍ جداً، وأول ما قوي عودي في العزف على آلة الطنبور كانت أول الأغاني التي أديتها بإتقان، فحضرت للخرطوم منتصف ستينات القرن الماضي، وسكنت بحي السجانة الذي كان يتمتع بشباب نشط ومنفعل بالسياسة والفن والرياضة ... وكان هناك (بوفيه عبده دهب) الشهير، وحالياً حلّ مكانه نادي الأسرة.. كل الشباب يجتمعون فيه، وفي الميدان الرياضي تجد الكابتن أمين زكي، والهادي صيام، ومن الموسيقيين عبد الفتاح الله جابو، وعبد الله عربي، وحمزه سعيد، وأحمد بريس ومن الفنانين وردي، ومنى الخير، ومحمد حسين، والأمين علي سليمان، وخليل أحمد، ورمضان زايد. * إذن كيف جاء ميلاد أول أغنية خاصة بك؟ = تعلمت العزف على آلة العود في منزل الموسيقار عبد الفتاح الله جابو، وأول أغنية (أنت حبيبي) من كلمات البدوي صالح وألحان الأستاذ عبد الفتاح الله جابو، وبعد تشجيع أخوتي الشباب في فرقة الخرطوم جنوب للتمثيل والموسيقى نجحت في أغنيتين هما (الزهور صاحية وانت نائم) لرمضان حسن، وأغنية أخرى من الحقيبة (ما رايت في الكون ياحبيبي أجمل منك).. كنّا نحي حفلات النادي يوم الخميس، وتطرح فئه التذكرة بثلاثة قروش، ويشاركني الغناء من الصف الثاني بالنادي رمضان زايد، وحسن بري، وعيسى الحاج، وبابكر كردفان، وحسن كوستي،والرشيد خشم الموس، بعدها انطلقنا نغني في الأحياء المجاورة من أجل الشهرة والانتشار.. * كيف كان دخولك إلى الإذاعة وجواز المرور للمستمعين؟ = الدخول إلى الإذاعة كان طريقاً محفوفاً بالأخطار والصعوبات وكان يقسم إلى ثلاث مراحل، فالأولى منها كانت عبر برنامج (ركن الهواة)، وكان المسئول منه الأستاذ علي شمو، التباري فيه كان على النحو التالي كل شاب يقدم أغنية لفنان معروف، بينما المرحلة الثانية بعد اجتياز الأولى، يطلب منك أغنيتين الأغنيات الخاصة، إحداهما طويلة، والثانية أغنية (كسره)، وتقدم عبر برنامج (الأصوات الجديدة)، والمرحلة الثالثة كانت سهرة على الهواء مباشرة، وبعدها يطلب من المستمعين كتابة أرائهم في هذه الأصوات عبر الخطابات، والحمد لله نجحت في كل المراحل .. * أغنية مثلت العامل الرئيسي في الشهرة والإنتشار وحققت نجاحك الجماهيري؟ = أغنية (أسأل نفسك بينك وبينه عن إخلاصنا) وهي من كلمات الشاعر محمد علي أبو قطاطي، والحان أحمد زاهر ..وهي التي منحتني الشهرة، وفتحت لي أفاقاً كبيرة. * البرنامج الإذاعي الشهير (ربوع السودان) هو العصا التي ارتكزت عليها وأصبحت قريباً من الجمهور؟ = نعم سجل في برنامج (ربوع السودان) العديد من مشاهير الفنانين أمثال الفنان النعام آدم، وإدريس إبراهيم، وهو من تقديم الأستاذ عباس بانقا، ولعله برنامج جماهيري من الدرجة الأولى قدمت عبره أغنيات بالرطانة، وأخرى بالعامية مثل أغنية (يلا يا سائق نمشى للحبيب الغالي)، و(يا سائق القطار قوم بينا لى بنت الشمال ودينا). * حدثنا كيف كان لقاؤك بالشاعر الكبير عبدالرحمن الريح ؟ = ذهبت إليه في منزله بحي العرب بأم درمان ومعي صديقي العزيز المخرج والراحل المقيم فاروق سليمان، حيث استقبلنا ببشاشة وقال لي يا زكي صوتك جميل لذلك سوف أعطيك هدية فكانت أغنية (أول حب) والحمد لله نجحت نجاحاً منقطع النظير، بعدها كانت أغنية (إنت يابسام.. بسمتك أزهار) وهي من كلمات الصادق الياس، وعلى طول تم تسجيلها بالإذاعة، وكان معي الفنان محمد مسكين الذي سجل أغنية (من أرض المحنة.. ومن قلب الجزيرة). * هناك عمل واحد ارتبط به الجمهور وهو الأغنية الاجتماعية (أميرة الشباب) التي تتحدث عن مفاهيم اجتماعية؟ = هذه الأغنية من كلمات محمد صالح بركيو، وظهرت أيام عرس (الكورة) قبل أكثر من عشرين عاماً، وهى تدعو إلى تبسيط نفقات الزواج، وتعالج مشكلات العنوسة عند الفتيات وصارت تردد فى مناسبات الزواج المختلفة. * هل لديك طقوس معينة تمارسها عند التلحين؟ = جميع الأغنيات قمت بتلحينها ما عدا عدد بسيط منها تم تلحينه بواسطة الزملاء الملحنين، وأذكر أول أغنية قمت بتلحينها كانت من كلمات الشاعر إسحاق الحلنقي والتي يقول في مطلعها: دور بجناحك دور وأسرح بينا ياعصفور.. بصراحة ما قادني إلى التلحين بنفسي تلكؤ ملحن مرموق حيث اعطيته مجموعة من النصوص الشعرية فتأخر في التلحين وبعدها أخذت المجموعة، ولحنتها بنفسي، فأصبحت ألحن لوحدي.. ليس لديّ طقوس معينة لكن وجود مكان هادئ وأجواء ليلية من الهدوء. ومن أجمل الألحان التي قدمتها أغنية (شوية غزل.. ومجرد أمل) وهي من كلمات الشاعر العزيز سيد أحمد. لماذا أنت مقل في الأغنيات الوطنية ؟ = نعم.. ولكن لدى (حلاة بلدي.. وحلاة نيلها) وهي من كلمات الشاعر مصطفى الركابي، والغناء للوطن له نكهة خاصة، وطعم مختلف. * ماذا أعطاك الاغتراب وماذا أخذ منك ؟ = هاجرت للسعودية لظرف أسري، وهو مرض ابني الأكبر كان ذلك في عام 1991م حتى عام 2006م والغربة صعبة جداً، وتأخذ من الإنسان عمره.. خاصة الفنان الذي يفقد جمهوره لذلك ينبغي من الفنان ألاّ يغيب طويلاً عن وطنه، لكن من الغربة خرجت أغنية (حسرة القلب الرهيف) من كلمات خليفة الصادق وأغنية (يا ناس الخريف جانا سحابه زائر) من كلمات الرشيد آدم الرشيد، وأغنية (يا يمة جيت راجع عشناك) للشاعر عزمي أحمد خليل، وكل هذه الأغنيات نجد القاسم المشترك فيها هو الغربة.