كرمة الحضارة – المملكة
متحف كرمة الحالي
الدفوفة الشرقية " العليا " :
الدفوفة الشرقية كما وصفها رايزنر عبارة عن كتلتين ضخمتين
اخرتين من الطوب الاخضر . على بعد ثلاثة اميال ونصف
الميل عن المجرى النيلي واحدى هاتان الكتلتان تعرف بالدفوفة
الشرقية . يتشابه المبنيان في شكل واسلوب البناء ، فكل منهما
يشتمل في داخله على غرفتين طويلتين . يصل بينهما ممر ضيق .
كما يوجد هنالك ممر اخر على الجهه الجنوبية للغرفتين
يقود الى الخارج . يحتل وسط كل من الغرفتين صف من الاعمدة
لاحادية لتعمل كدعامة لسقفة . الغرف الداخلية لهذين المبنيين
تحمل جدرانها رسومات عديدة تعكس واقعا طبيعيا لعدة نشاطات
يقوم بها كل من الانسان والحيوان . الالوان المستعملة في
هذه الرسومات هي الاحمر ، والاسود ، والاصفر . وهي
مصرية الطابع من ناحية الاسلوب والفكرة . كما انها تعكس شيئا
من تغلل الفن المصري في داخل وجدان المجتمع الكرمي حينها .
ان موقع المبنيين بالقرب من الجزء الجنوبي جبانة كرمة .
الامر الذى حدا برايزنر ان يقول انها كانت بمثاية المقصورة
التي تمارس بداخلها الطقوس الدينية المرتبطة
بعادات الدفن داخل الكومات الترابية الكرمية .؟
يمكننا القول ان كل من الدفوفتين الغربية والشرقية ( خاصة الغربية )
من اكثر زموز فن المعمار النوبي تفردا . فقد استطاعت دون
غيرها من المنشات المعمارية النوبية ان تصمد في وجه
الزمن والمتغيرات . فظلت اثارها باقية حتى الان . برغم
الحريق الهائل الذي تعرضت له الدفوفة الغربية في بدايات
عهد المملكة المصرية الحديثة 1480 ق . م
3 - المدافن الشرقية :
امتلات مدافن كرمة الشرقية بالاف القبور التي كانت تختلف كثيرا فيما بينها .
من حيث الحجم الخارجي . ومن حيث التركيبة والمحتوى الداخلى
لها مما حدا برايزنر ان يقسمها الى اربعة اقسام رئيسة وهي :
المجموعة الاولى :
وتعرف بالكومة الترابية العظمى . وقد عثر رايزنر على ثمانية
نمازج منها تمتد في خط مستقيم على الجانب الجنوبي من المدفن .
كبر حجم الكومات الترابية جعل رايزنر يعتقد انها الاقدم مما
جعله يبدا تسسلسله الزمني اولا من اصحاب هذه الومات الجنويبية.
في بداية التمانينات اكتشف شارلس بونيه خطأ هذه النظرية اعتمادا
على العديد من الدلائل الاثرية التي اثبتت ان
التسلسل الزمتني للكومات الترابية يجب ان يبدأ من الشمال .
المجموعة الثانية :
وهي مجموعة المدافن الثانوية التي تنتشر تقريبا داخل تركيبه
معظم الكومات الترابية . كثرة هذه المدافن
الثانوية داخل الكومات الترابية يشير الى عظمة اصحابها .
المجموعة الثالثة :
وهي الكومات الترابية الصغرى .. وهي عبارة عن نموزج
مصغر للكومة الترابية العظمى . وهي
ايضا غالبا مال توجد بداخلها المدافن الثانوية .
المجموعة الرابعة
وهي الاخيرة ، وهي مجموعة من القبور الحرة التي لا تتقيد بشكل
معين او تركيبة خاصة . وقد وجدت منتشرة تقريبا في
مواقع شتي من المدافن الشرقية ويتزايد عددها من الناحية الجنوبية
مع الكومات الترابية العظمى . بينما وجدت دون غيرها من الجانب ا
لشمالي من المدافن وهذا ما يدعم راي بونية
الذي قال بان التسلسل انما بدا من الشمال .
فلا بد ان كرمة عندما كانت تشكل تركيبة مجتمع قبلي بسيط
في اول ايامها كانت المجموعة الرابعة تمثل نوعية القبور
التي كان يدفن بها اهل كرمة . والملاحظ ان كرمة منذ نشاتها
عاشت حالة من التطور المضطرد نحو التقدم والاذدهار الى
ان بلغت اوج عظمتها اثناء فترة الاطمحلال المصرية الثانية
حوالي ( 1780 ق . م - 1580 ق . م ) مما ظهر جليا في
الكومات الترابية العظمي . التى تميزت بكبر حجمها وعظم
محتوياتها الداخلية . وكان من اميز سماتها وجود
ظاهرة الضحايا البشرية التي يفوق عددها داخل المدافن
الترابية حوالي ( 300 – 400 ) شخص للمدفن الواحد ؟؟؟ .