صلاح سر الختم
عدد المساهمات : 3 الاهداف : 13 سمعتك فى الموقع : 20 تاريخ التسجيل : 03/03/2010
| موضوع: احزان عادية لفتاة غير عادية قصة قصيرة الأربعاء مارس 03, 2010 3:43 am | |
| أحزان عادية لفتاة غير عادية
وهي حين يثقبها الحزن تهرب الي ركن قصي فقد اعتادت ان تتقاسم الفرح مع الاخرين وتنكفئ علي الحزن وحدها تخبئه عن الاعين كسر عزيز تتظاهر بالنوم والأرق يفتك بها وتلوذ بالصمت والرغبة في البوح تفتك بها وتختار الوحدة في اكثر لحظات الاحتياج،وحين تبكي تبكي السماء معها بدمع غزير فالمطر وحده القادر علي غسل قطرات الدموع عندها... المطر وحده القادر علي فك طلاسمها حين تصمت،،صوتها كان دامعا: هل رأيتم صوتا دامعا من قبل؟؟؟ كانت دموعها تخترق طبلة الاذن عبر الهاتف المسكون بالسكون وتبلل الارض امام ناظري رغم المسافات ... كنت قادرا علي رؤية الدموع عبر صوتها والاحساس بالضيق والاختناق في صوتها... مهما تجلدت كان ثمة شئ ما يبوح بسرها.... بدت الغرفة كربطة عنق في حر الصيف خانقة وثقيلة علي النفس... سمعتها تبتلع ريقها بصعوبة وهي تحاول اخفاء الدموع في صوتها فإذا بالدمعة تفر من عينها وترتطم بالارض بصوت مسموع كسقوط شجرة حراز ضخمة فاجفلت دون ان اشعر وخرج صوتي برغمي مرتجفا وخافتا: هل تبكين؟ ............... اجابني السكون وانقطع الاتصال... وجدتني اهوي نحو السكون
سكون طويل.... تمدد الهاتف جثة هامدة أمامي وتمدد فضولي كالظل وتعلق مثل عيوني بالهاتف المسكون بالاسرار والفضول.................... تذكرت موقفا قريب الشبه حين رأيت الدموع عبر الصوت عبر الهاتف في يوم ما وكان سبب الدموع عين لمحت ثوبا كانت ترتديه أم رحلت وبقيت ذكرياتها تحتل الامكنة وترفض الرحيلا.... يومها بكيت حتي اغتسلت بالدموع وأنا اتذكر في جزء من الثانية كل الثياب التي ارتدتها الراحلة أمي عبر الازمنة وتذكرت وجهها ضاحكا فضحكت ثم بكيت وتذكرته شاحبا فأرتعت وتذكرت فجأة انها ارتاحت من كل صنوف التعب ولم يعد ثمة داع للارتياع وتذكرت اللحظات الفاصلة بين الرغبة في منحها عمرا والتسليم بالقضاء وذلك الألم الذي يشبه وخز الخنجر في الدواخل... ذلك الألم غير القابل للتكرار إلا حين تهيج الذكري وتصحو الشجون النائمة ويداهمنا الحنين.... وهكذا مرت الدقائق بين الذكري والنسيان و بين الجرح والتناسي انقضي الوقت والتساؤل عن سر الدموع الزاحفة عبر الهاتف لايزال منتصبا بيني وبين هدوئي ...... رن الهاتف كما توقعت بعد أن كفكفت دمعها بما يمكن من الشرح ولكنها لم تصمد طويلا فانفجرت بالبكاء علنا هذه المرة... وانتظرت بصبر من لايملك إلا فضيلة الصمت في حضرة الحزن......قلت كلاما كثيرا لاأذكره ولكنه بدا لي بلا معني و منكوشا كشعر شاب فوضوي معتد بفوضويته وساذجا كحديث طفل سعيد والناس يبكون أبيه الذي رحل............ وتذكرت هي أن زهورها عطشي فهربت مني إليها وتركتني وحيدافي هوة الصمت
سيدتي الحزن بضاعة ذكورية لم تخلق للاناث وعيونك الجميلة لم تخلق لكي تحتلها الدموع ومن مثلك تهرب الانات خجلا وتتواري من حسنك النكبات وانا ماهمني لو مت قتيلا او مت علي وسادتي البيضاء ما همني بعد نور عينيك حياة او ممات
قالت لي ودموع كاللؤلؤ تلمع في عينيها: الاحزان اطول عمرا من الفرح والاحزان لا تعطينا وقتا كافيا لكي نتهيأ لها بينما الافراح تأتي علي مهل قلت لها:
الفرح عابر لكنه جميل ويعطينا عمرا والحزن عميق ولكنه يخصم من العمر من حاضره ومستقبله ويترك ندوبا وجراحا تقيم طويلا
ولكن الحياة تمضي مثل سيل هادر يكتسح كل ما يعترض طريقه...... لذلك نحيا مهما يكن ونستمتع بالعمر كأنه يدوم الي الأبد
في المساء مشينا سويا تحت ضوء القمر وغنينا:
ايها الزمن اتحداك انا ان كنت جردتني من الارصدة فقلبي عامر بالحب وإن جردتني من الاحبة فقلبي قادر علي الحب من جديد وكسب الاحبة وإن اظلمت الدنيا من حولي فالضوء الذي يستوطن بقلبي قادر علي تبديد الظلام وان اشعت من حولي اليأس فقلبي عامر بالأمل
في الصباح كان صوتها نديا كزهرة يكسوها طل كان صوتها ضاحكا وكنت سعيدا قلت لها: كيف كان ري الازهار؟ قالت بصوت طفولي جميل اري من خلاله بياض اسنانها: انت اجمل زهرة في بستاني يا سيدي ................توقف قلبي عن الخفقان سقط الهاتف من يدي ....... بعد قليل كان ثمة رجل يركض في الشوارع حاملا علما لم يعرف احد لاي فريق ينتسب ..............وحدها كانت تعرف السر......
والحب حديقة رائعة تتنفس عطورا مختلفة يأتيها الفراش والنحل والحشرات الصغيرة المؤذية ومن يقطع الازهار بلا سبب ومن يرويها ومن ينسقها ومن يطرد الفضوليين والحشرات الضارة منها ومن يستمتع بحسنها بلا أذي فاختر لنفسك ما تشاء من هؤلاء كن الراوي كن الحامي كن المستمتع بالحسن كن المؤذي كن القاطع القاتل كن الفراش كن النحل الذي يلسع ولايعطي الحديقة انما ينتزع منه الرحيق المسروق معتد اقوي منه كن ما تشاء
كانت في كل ليلة تأتيني ممتطية صهوة جواد الكلمات وتزرع الامل في كل الساحات يزين الفرح وجهي فيبدو جميلا وفتيا وتمسح الاحلام شعري برقة فتختفي الشعيرات البيض ادخل حلبة الرقص فتكون خطواتي هي الأروع بين الخطوات وأحلق بين النجمات ولكن حين يأتي الصباح وتسكت الاحلام عن الكلام المباح تتجدد الجراح
قالت: مصيبتي انكم جميعكم لاترون الا شعري الطويلا وخصري الدقيقا وروعة القسمات حتي انت يا فارسي الساحر الكلمات مثلهم..... تكتفي بالعنوان وتهمل سائر الصفحات وتنسي انني انسانة عادية بسيطة الطلبات لا أريد حصانا ابيضا ولا فارسا انثوي القسمات ولا أريد أبلها يعزف تحت نافذتي حتي الصباح لا ولا كنزا او خزانة أعب من جوفها ذهبا او مجوهرات لا ولا رجلا مطيعا كالمارد المحبوس في الزجاجة يجيب كل الطلبات بكل بشاشة انا يا سيدي اريد رجلا مثقلا بالهموم صارم القسمات ملطخا بالطين والزيوت ومع ذلك يعرف كيف يجلب البسمات يطعمني خبزا حافيا وشعرا صافيا ويتسكع معي في الطرقات يسكنني حارة ملئية بالضجيج والمشاعر البسيطة المنسابة انا يا سيدي عادية بشرية قادرة علي ممارسة حياتي في الشارع العام والازقة ولست لوحة تقبع أسيرة فوق جدار أو قطعة اثريةفي متحف أو طائر محنط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عدل سابقا من قبل صلاح سر الختم في الأربعاء مارس 03, 2010 4:04 am عدل 1 مرات | |
|
awatifcom9
عدد المساهمات : 11 الاهداف : 19 سمعتك فى الموقع : 26 تاريخ الميلاد : 22/09/1957 تاريخ التسجيل : 03/03/2010 العمر : 66
| موضوع: رد: احزان عادية لفتاة غير عادية قصة قصيرة الجمعة مارس 05, 2010 9:20 am | |
| يا ود سرالختم اكيد انت شايقى عشان انا بت سرالختم المهم فى التعليق الكلام جميل مثل شهر زاد حين ادركها الصباح ومثل نزار حين يكتب يوميات امرأة ومثلى فى الزمن الماضى عندما كنت اعشق الوحدة الكلام جميل ولكن من يفهم معانية قليل فيا وجعى | |
|
صلاح سر الختم
عدد المساهمات : 3 الاهداف : 13 سمعتك فى الموقع : 20 تاريخ التسجيل : 03/03/2010
| |
awatifcom9
عدد المساهمات : 11 الاهداف : 19 سمعتك فى الموقع : 26 تاريخ الميلاد : 22/09/1957 تاريخ التسجيل : 03/03/2010 العمر : 66
| موضوع: رد: احزان عادية لفتاة غير عادية قصة قصيرة الإثنين مارس 08, 2010 2:46 pm | |
| مافى مشكلة انت ولدا لى رباط وانا بنت لى شايق يعنى ولاد عمومة لزم ربنا يعطيك العافية | |
|